الفجر الجديدخاص الفجر الجديد

لبنان اليوم ليس دولة



بقلم:د. انطوان الديري

لبنان اليوم ليس دولة لأن الدولة تعرف بمؤسساتها العاملة  وما كان  بديهي  أن يكون  قد  تدمر  بفعل إرادي ورغبة في التدمير مدفوع إلى غاية .   نحن  إذًا  في حالة انتظار  قيد مشروع تَفَتت  إلى كتل  صغيرة  هزيلة و عائمة  تنتظر   أن تستقطبها كتل أكبر منها.
إن ما يجري اليوم  في لبنان يشبه ما جري في فلسطين قبل ضياعها  إلا بعض الفوارق. 
ولعل أبرز مظاهر التشبه نراه في سرقة المال العام والخاص  بمساعدة رسمية وتغطية منها وهروبه ليجد ذاته في أمكنة آمنة من العالم ( أفاد منها لبنان الماضي إفادة كبيرة )   بالإضافة إلى هروب القدرات البشرية المتخصصة والبدنيّة المحترفة التي في عمر العمل وما تدمير المؤسسات  إلا لتعطيلها ومحو الدلائل على الارتكابات    .
  إن  معالم تغيير ديموغرافي مقلق   ينتظر  للبدء  للانقضاض   و الظهور المكشوف   في كل مكان  .  
و إن محاولات النهوض نهوضا ذاتي  الإنماء إنطلاقا من ضرائب تفرض على شعب عليل وجائع تشبه من يتوسل ماء من بئر جافة  وتبدو  وكأنها محاولة الهاء  وتسلية لتمضية الوقت بانتظار الحدث .  و هي  تدل  عن عقم في الفكر  وفي السلوك  إذا أحسنا الظن و  سلمنا بأن المحاولة ناتجة عن حسن  النية في إعادة البنيان . 
كما تدل  عن إلهاء و  تريث وانتظار حدث  ما  مضمر في النفوس .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى